الثلاثاء، 12 يوليو 2016



حين تقرر تحدي نفسك وتحدي الصعاب وتضع أول خطوة في هاوية المجهول السحيقة محاولا رسم حدود خارطة حياتك التعيسة وطريقك المتعرج بين الحقيقة و الخيال والفرح و الأحزان حينها تكون في رحلة اللاعودة بعدما مزقت بخطواتك كل أثر للرجوع وبنيت مكانها جدرانا شاهقة تكاد تلامس السماء تتقدم ببطئ وتنظر للخلف محاولا العودة والتخلي عن حلمك الصغير ولكن لا سبيل لذلك فأنت في منحدر خطير........محرم فيه الرجوع.....تتوقف....قليلا...... وتأخذ نفسا عميقا وتلوم هذا الكون عن سوء حظك وعن حياتك التي لا تشبه حياة باقي البشر يصيبك الوهن والضعف الشديد ويتملكك الخوف من القادم ذلك المستقبل البشع الذي لا تعلم عنه شيئا تتلاشى قواك وتضعف أنفاسك بالتدريج وتحس بنوع من الموت البطيئ وكأن الزمن قد توقف تصاب بنوبة من الصراخ والضحك الهستيري تتلفت يمينا وشمالا تحاول مسك السماء بيديك المرتجفتين تحاول الصعود نحوها بتسلق ذلك الجدار المهيب تصاب بالإحباط الشديد حين تعلم بأنك محاصر بين عالمين عالم لا يرحم وعالمك الذي بني على وهم خادع تجلس وتنتظر أن تنزل عليك الرحمة فتتأمل في صمت وترى كل الأبواب موصدة أمامك فتنتابك الحيرة أين المفر الآن كل الطرق موصدة وكل الجدران التي أمامك وخلفك تعلوا عنان السماء تتأمل بصمت هذا الواقع فتعلم بأنك لاشيء في عالم لا يعني لنا أي شيء تقلب ناظريك في كل الاتجاهات فلن تجد أي مخرج بعد الآن انتظر سنوات فربما تتحطم الجدران وتنال حريتك الزائفة أو انتظر حتى تزهر الأشجار وترتفع أغصانها لتتسلقها فربما يكون لك حظ في هذه الحياة وتقفز فوق أحد ها تتأمل بصمت وبصمت و بصمت فربما تجد السكون في تلك الوحدة التي ستقتلك إن كان قلبك يعاني من الضعف أو رهاب الأماكن المغلقة انتظر حتى يحين دورك فلكل منا دور يلعبه.

ليست هناك تعليقات:

  • أدب عالمي
  • إرسال تعليق