الأربعاء، 13 يوليو 2016

تمثال امرأة

يحق لك الحلم وأنت تقبعين في جوف هذا الظلام والسكون القاتل تتحسرين على تلك الأوقات التي مرت في غفلة منك......الآن لا تنفعك التأوهات والآهات الحزينة فكلها صارت بلا معنى ولو رددتها ملايين المرات باتت كل كلمة تخرج من قلبك باردة كالثلج تصيب كل من يلمسها بالتخذر والوهن اليوم كل كلماتك هي صمت و ألم وحيرة لا تنطق بأي معنى مجرد حروف غير واضحة التركيب فقد صرت شيئا مجازيا في حياتي لا يمد بأي صلة لهذا الواقع الذي أعيشه الآن أدرك بأنك تجلسين وحيدة كل ليلة في ظلمات غرفتك والدموع تأبى السقوط من جرف عينيك تفكرين في حياتك الماضية وفي حاضرك الأسود تفكرين كيف ستمضينها هذه المرة........ أجل أعرف أنك ترسمين أفكارا كثيرة وجميلة و تبدعين في تلك التصورات والأمنيات الخيالية تحاولين إلصاقها على جدار حياتك الوهمية تقاومين لطبعها بصور ليست من واقعك.....أجل يحق لك ذلك فأنت مثل كل النساء لك طموحات لا تنتهي ولو امتلكت الدنيا وصارت تحت قديمك إعترفي بسرك الذي كشف أمامي بأنك لا تنامين مرتاحة البال و الضمير تقلبين كل مرة دفتر وصفحات ماضيك معي ذلك الماضي المشبع بالغدر و الخيانة أنت كل مرة تحاولين مسح خطاياك والتكفير عنها إعترفي بأن النوم قد عاهد جفونك بالجفاء وأنك لا تستطيعين الوصول إليه إلا بمجموعة أقراصك المهدئة متأكد بأنك تجوبين بأفكارك و ذكرياتك ذلك العالم الجميل تطوفين بين أرجائه كنسمة رقيقة وهادئة......ولكنه دنس بتغطرسك ومَحيت كل آثاره الجميلة وصار عالم يشبه عالم الأشباح سكنته الظلمة وطافت فيه الشياطين تذكري كل ما كنت عليه من قبل رائعة صافية القلب حنونة وعطوفة و اليوم صرت بقايا أنثى تمثال من حجر ليس له روح أو كيان لا تقلقي ولا تخافي مني فاليوم صرت كذلك النحات الذي يحاول تصحيح أخطاء منحوتته الحجرية فرغم كل خطاياك سأغير ملامح وجهك الحزين و أرسم عليه هذه البسمة المتحجرة المصطنعة والتي ستكون قربانا..مني لك لأجعل منك تحفة نادرة تصر الناظرين أنت اليوم تمثال سيستقطب ملايين الزائرين...هذه المرة لن أقول تبا لك....ولكن سأقول تبا لي.....وتبا لقلبي الحزين...دمتي معذبتي.

ليست هناك تعليقات:

  • أدب عالمي
  • إرسال تعليق