الاثنين، 11 يوليو 2016

الكابوس

صارت كابوس بالنسبة لي فمنذ سنوات عديدة لم أستطع تجاوزه ونسيانه أبدا صورتها تلك لم تفارق خيالي لدرجة أنها ارتسمت في أدق جزء من خلايا ذاكرتي المحترقة لا أنكر أبدا جمالها الأخاذ وصوتها العذب لا أنكر أنها من أرقى النساء و أروعهن لن أكذب إن قلت بأنها أنيقة لدرجة لا تصدق مشيتها المتمايلة تصيبني بالنشوة العارمة نبرات صوتها الرائعة تصيبني بالذهول ضحكتها الشجية.....كل هذه الصفات جعلت منها كائن خرافي لا يكاد يكون من الإنس ربما ملاك حط على الأرض بهيئة بشر ولكن كل هذه الصفات كانت السبب في تغييرها الكبير أصاب قلبها التحجر وصارت دون إحساس لا تكن المودة لأي بشر أصبحت تهوى كل شيء وتحب كل شيء وتتمنى كل شيء وتأخذ كل شيء اليوم توجت الملكة على عرش النساء وختمت بخاتم العبودية لشيطانها اللعين والتف حولها شاربي كؤوس الخيانة على أجساد النساء  اليوم صارت الصنم المقدس الذي يطلب منه المغفرة و الآلهة الذهبية المعبودة بعدما رصع جسدها المحرم بالذهب و المرجان وصبغ بخطاياهم جميعا فبعدما كان جسدها مقدسا ومحرما على الرجال اليوم أصبح ورقة تخدش وتطبع عليها نغماتهم وتتكسر عليها شهواتهم أصبحت المتجبرة والمتسلطة لدرجة خيل لي أنها -زانوبيا- عادت الحياة لتدب فيها من جديد هي الآن تتربع على عرش أنوثتها الزائل تنظر من أعالي كرسيها تأمر فتطاع ام ولن يستطيع أحد مقاومة سطوتها اللامتناهية صنعت لنفسا سحرا أسود يغشي القلوب و النفوس سحر الجميع وصارت هاجسا لمن يراها ويعرفها أرادت الخلود في عالم لا يسمح للبشر بالخلود نست نسيت بأن العمر مراحل أيام تمر وتليها شهور وتمر وتليها سنوات لم يبقى من عمرها أكثر مما فات ضاعت ضحكات شبابها وتلته أهات وتأوهات زال جمال وجهها وسكنت فيه أخاديد وفجوات أنصفنا القدر ورأف بحالنا بعدما حطم كبريائها وعنجهيتها جبروتها وسطوتها.....عادت إلى واقعها المرير لتتأكد بأنها ليس ملاك معصوم بل هي مجرد بشر هي إنسان يصيبها من الدنيا ما يصيبنا من حلوها ومرها ذاقت حلاوتها سنوات وسنوات وأذاقت غيرها المر واليوم عليها بدفع الثمن وتكفير عن كل المعصيات اليوم انعكست الآية وتجرعت من كؤوس المر و الألم كأس وكأس...... اندثر الجمال والجسد ونهشته السنوات وصارت كتلك الدمية التي كسرت وتطاير أشلاء في كل مكان تلك الضحكات المتعالية الآمرة الناهية تحولت صرخات ألم بكاء ومعانات صيحات رجاء تدعو عودة الزمن لتصحح مافات لكن لا يكفيك الندم فقد سطرتي نهايته منذ سنوات لا تندمي الآن فالحياة لها بقية ستعيشين في دوامتك تصارعين القدر ولن تكفري عن كل المعصيات................................................نهايتك كانت مؤكدة......خاتمتها تبا للحياة    

ليست هناك تعليقات:

  • أدب عالمي
  • إرسال تعليق